(إِنْ كُنْتُمْ
تَعْلَمُونَ) أي إن كنتم تعلمون ذلك علما يبعث على العمل ، فانفروا
وجاهدوا ، وقد علم فضل ذلك المؤمنون الصادقون فامتثلوا أمره واهتدوا بهديه.
ولما أمرهم
بالنفر تخلف بعض المنافقين لأعذار ضعيفة ، وتخلف ناس آخرون من المؤمنين فأنزل الله
فى أثناء السفر قوله :
العرض : ما
يعرض للمرء من منفعة ومتاع مما لا ثبات له ولا بقاء وليس فى الوصول إليه كبير عناء
، ويقال سير قاصد وسفر قاصد : أي هين لا مشقة فيه من القصد وهو الاعتدال.
والشقة :
الطريق لا تقطع إلا بعناء ومشقة ، والعفو : التجاوز عن التقصير وترك المؤاخذة
عليه.
المعنى
الجملي
بعد أن رغبهم
سبحانه فى الجهاد فى سبيل الله ، وبين أن فريقا منهم تباطئوا وتثاقلوا ـ قفى على ذلك
ببيان أن فريقا منهم تخلفوا عنه مع كل ما تقدم من الوعيد والحث على الجهاد وطفقوا
ينتحلون الأعذار الواهية ، ويستأذنونه صلى الله عليه وسلم فى القعود والتخلف ليأذن
لهم.